حقوق الطفل في الاسلام وأهميتها وكيفية كفالتها

الطفل هو نعمة من الله تعالى، وحق له أن ينشأ في بيئة آمنة وصحية، وأن يتلقى التربية والتعليم السليمين، وأن يتمتع بكافة حقوقه الإنسانية. وقد أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا بالطفل، ووضع له العديد من الحقوق، فبرعاية حقوق الطفل والحفاظ عليها تستقيم حياة المجتمع .

حقوق الطفل في الاسلام

  • حق الحياة: فالإسلام يحرم قتل الأطفال، سواء قبل الولادة أو بعد الولادة، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الإسراء: 31].
  • حق النسب: فالإسلام يؤكد على حق الطفل في النسب، ويحرم التبني، قال تعالى: {فَلَا تَقُلْ لَهِمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23].
  • حق الرعاية: فالإسلام يؤكد على حق الطفل في الرعاية، وجعل الأب مسؤولًا عن رعاية أبنائه، قال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233].
  • حق التعليم: فالإسلام يؤكد على حق الطفل في التعليم، وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].
  • حق الحماية: فالإسلام يؤكد على حق الطفل في الحماية من كل ما يضره، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية أو المعنوية، قال تعالى: {وَلَا تُظْلِمُوا الأَيْتَامَ مَا لَمْ يَبْلُغُوا حُلُمَهُمْ} [النساء: 6].
  • حق العيش الكريم: فالإسلام يؤكد على حق الطفل في العيش الكريم، وتوفير جميع احتياجاته الأساسية، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28].

أهمية حقوق الطفل في الإسلام

للحقوق أهمية كبيرة في حياة الطفل، فهي أساس نموه وتطوره، وبدونها لا يمكن أن ينشأ الطفل بشكل سليم. ولذلك فقد أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا بحقوق الطفل، وجعلها من أهم المبادئ التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي.

وفيما يلي بعض من أهم الأسباب التي تجعل حقوق الطفل في الإسلام مهمة:

  • تحقيق العدل والمساواة: فالطفل هو إنسان مثله مثل أي إنسان آخر، ولذلك فهو يستحق أن يتمتع بكافة حقوقه الإنسانية، دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو الدين أو أي سبب آخر.
  • حماية الطفل من الظلم والاستغلال: فالطفل هو الطرف الأضعف في المجتمع، ولذلك فهو يحتاج إلى الحماية من كل ما يضره، وحقوق الطفل هي الضامنة للحماية من الظلم والاستغلال.
  • تحقيق التنمية المستدامة: فالطفل هو اللبنة الأساسية للمجتمع، ولذلك فإن الاستثمار في تنمية الطفل هو استثمار في مستقبل المجتمع، وحقوق الطفل هي الضامنة لتحقيق التنمية المستدامة

كيفية كفالة حقوق الطفل في الإسلام

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها كفالة حقوق الطفل في الإسلام، ومن أهم هذه الطرق:

  • توعية الآباء والأمهات بحقوق الطفل: يجب توعية الآباء والأمهات بحقوق الطفل في الإسلام، حتى يتمكنوا من رعايته وكفالته بشكل صحيح.
  • سن القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق الطفل: يجب سن القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق الطفل، وتردع كل من يحاول انتهاكها.
  • إنشاء المؤسسات والمراكز التي تعنى برعاية الطفل: يجب إنشاء المؤسسات والمراكز التي تعنى برعاية الطفل، وتوفير الدعم اللازم له.
  • نشر التوعية بحقوق الطفل في المجتمع: يجب نشر التوعية بحقوق الطفل في المجتمع، حتى يتمكن الجميع من احترامها ورعايتها.

دور الأسرة في كفالة حقوق الطفل

تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في كفالة حقوق الطفل، وذلك من خلال الآتي:

  • توفير الرعاية الكاملة للطفل: يجب على الأسرة أن توفر الرعاية الكاملة للطفل، سواء كانت الرعاية المادية أو المعنوية.
  • تنشئة الطفل على القيم الإسلامية: يجب تنشئة الطفل على القيم الإسلامية، حتى ينشأ تنشئة سليمة، ويصبح فردًا صالحًا في المجتمع.
  • حماية الطفل من جميع أشكال العنف والإساءة: يجب حماية الطفل من جميع أشكال العنف والإساءة، سواء كانت هذه الإساءة بدنية أو نفسية أو عاطفية.

دور المجتمع في كفالة حقوق الطفل

يلعب المجتمع دورًا مهمًا في كفالة حقوق الطفل، وذلك من خلال الآتي:

نشر التوعية بحقوق الطفل: يجب نشر التوعية بحقوق الطفل في المجتمع، حتى يتمكن الجميع من احترامها ورعايتها.
دعم المؤسسات والمراكز التي تعنى برعاية الطفل: يجب دعم المؤسسات والمراكز التي تعنى برعاية الطفل، حتى تتمكن من أداء دورها على أكمل وجه.

محاسبة كل من يحاول انتهاك حقوق الطفل: يجب محاسبة كل من يحاول انتهاك حقوق الطفل، حتى يصبح الجميع على دراية بأهمية حماية الطفل. تُعد كفالة حقوق الطفل من أهم الواجبات التي تقع على عاتق الأسرة والمجتمع والدولة، وذلك لأن الطفل هو جيل المستقبل الذي سيحمل على عاتقه بناء وتنمية الأمة.

ما هي حقوق الطفل في القرآن الكريم؟

وردت هذه الحقوق في العديد من الآيات القرآنية، ومن أهمها:

**قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام:151).

**قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} (النساء:128).

**قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} (النحل:66).

**قوله تعالى: {وَلَا تُؤْذُوهُنَّ فَيَطْلُبْنَ ذُبُولًا مِنْ بَعْدِ إِحْسَانٍ فَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (النساء:19).

**قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء:23).

وهذه الحقوق ليست مجرد حقوقًا نظرية، بل هي حقوق يجب على الجميع احترامها ورعايتها، وذلك لأن الطفل هو جيل المستقبل الذي سيحمل على عاتقه بناء وتنمية الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top